الأحد، 30 أغسطس 2009

قال نزار .. فرد محي الدين عطيه

قال نزار قباني :

حين كنا .. في الكتاتيب صغارا
حقنونا .. بسخيف القول ليلا ونهارا
: درسونا
"ركب المرأة عورة"
"ضحكة المرأة عورة"
"صوتها - من خلف ثقب الباب - عورة"
.. صوروا الجنس لنا
.. غولا .. بأنياب كبيرة
.. يخنق الأطفال
.. يقتات العذارى
خوفونا .. من عذاب الله إن نحن عشقنا
.. هددونا .. بالسكاكين إذا نحن حلمنا
.. فنشأنا.. كنباتات الصحاري
. نلعق الملح ، ونستا ف الغبارا
يوم كان العلم في أيامنا
.. فلقة تمسك رجلينا وشيخا.. وحصيرا
.. شوهونا
شوهوا الإحساس فينا والشعورا
.. فصلوا أجسادنا عنا
.. عصورا .. وعصورا
.. صوروا الحب لنا .. بابا خطيرا
لو فتحناه.. سقطنا ميتين
فنشأنا ساذجين
وبقينا ساذجين
نحسب المرأة .. شاه أو بعيرا
.. ونرى العالم جنسا وسريرا
فرد عليه محي الدين عطية :
حين كنا
نتغذى من عقول الفضلاء
وتربينا شريفات النساء
آلت الأرض إلينا
والسماء..
أشرق النوار فينا
وتباهينا
بجيل العظماء ..
وسقطنا
إذ رضعنا كلمات الآخرين
وطعمنا من فتات الغالبين
أوهمونا
أننا نطفوبإغراق السفين..
أننا نحيا بدفن السالفين
فتسابقنا
لِسَبِّ العلماء
وتندرنا بقول الأنبياء
أي عشقِ ياسليبَ الأرضِ
من دون سماء ..
أيُّ عشقٍ ..
والصواريخ تَدُّكُّ الكبرياء
قد دُحرنا ..
يوم صار الفن ماخورا كبيرا
يوم أضحى الشعر كأسا
وسريرا
لقنونا
لا يكون الحبُ حبا
دون عري الفخذتين
فسمعنا ..
وأطعنا ..
فتعرى الحُبّ منا
حين صار القلبُ عند الركبتين
حين ضاع النبض بين الشفتين
ما قتلنا ..
أو سُبينا ..
ما هُزمنا ..
بصواريخ الفناء
حقنونا ..
فانتحرنا ..
بمزاميرَ صُغنا لحنها
كالبلهاء..
بوركت يا محي الدين

ليست هناك تعليقات: