
طالما تذمرنا ونحن في الميدان من نزعة متأصلة في شعبنا، هي الثرثرة. فقد لاقى الرؤساء مشقة كبيرة في محاولتهم كتمان الأسرار العسكرية والسياسية عن العدو. ولكن هل ربي شعبنا قبل الحرب على التحفظ والتزام الصمت حيث يجب الصمت؟ ألم ندرج على إيثار الثرثار في المدرسة والمصنع والدوائر الحكومية؟ ألم نعتبر دائما الوشاية ضرباً من الصراحة والكتمان ضرباً من العناد؟ وهل فكر المربون عندنا في إفهام النشء أن الثرثرة عيب بارز ، وأن التكتم هو فضيلة الذين يتصفون بالرجولة الحقة؟
__________________________________
ولا يغربن عن البال استحالة تقويم الخلق المعوج بعد أن يكون المرء قد اكتمل نضجه وصلب عوده. فتنشئة مواطنين متحلين بالسجايا الحميدة يجب أن تبدأ في البيت حيث يتولاها الآباء والأمهات، ثم تتولاها المدرسة. وليعلم المربون أن التلميذ الذي يشي برفيقه أو بأخيه ذو نزعة كامنة تقوده إلى الخيانة. وإذا كان يحلو لبعض المربين أن يستخدم هذه النزعة في فريق من التلامذه ليقف على ما يفعله سائر رفاقهم في الخفاء، فإن البعض الآخر يعتبر الوشاية في مثل هذه الحالات تصرفاً حميداً، ويشجع أبطالها منمياً فيهم هذا العيب الذي يجعل منهم في المستقبل خونة بالفطرة.
_________________________________
إن التاريخ كما يجب أن يتعلمه المواطنون هو الذي يبرز تفاعل العوامل المسببة للأحداث. فالمقصود من تعلم التاريخ ليس معرفة ما كانه الماضي، إنما المقصود استخراج الدروس والعبر من هذا الماضي.وتجعل الدولة العنصرية غاية التاريخ تعليم الألمان ما ينبغي لهم عمله لتأمين مستقبل أفضل، وستسهر على وضع تاريخ شامل تحتل فيه المسألة العنصرية المقام الأول.
_________________________________
بيد أن جهود هؤلاء وأولئك راحت سدى لأنهم توقفوا على مراقبة سير المرض دون أن يتوصلوا إلى معرفة منشئه.
________________________________
أليس إجراماً بحق الأمة والعرق أن ندع المصابين الذين لا يمكن إنقاذهم يمارسون العلاقات الجنسية ناقلين العدوى إلى الأصحاء؟ ألا يوازي هذا التساهل الشعور الإنساني السخيف الذي يجعلنا نسمح بهلاك مئة إنسان في سبيل دفع الإساءة عن فرد واحد؟
________________________________
إن الذين يحيطون بصاحب العرش هم في كل عصر ومصر عالة على العرش، يستأثرون بعطاياه ويذهبون في تظاهرهم بالولاء له إلى حد تسمية أنفسهم " الملكيين" تمييزاً لهم عن سائر الرعايا. ولكن ما إن تنزل بولي النعمة نازلة حتى نجدهم في طليعة الناقمين عليه الكافرين بنعمته المحرضين على الاقتصاص منه. وهل يرجى من المتزلفين الزاحفين على الركب أن يفدوا ولي نعمتهم بأرواحهم؟
_______________________________